اعراض التوحد عند الاطفال: 7 اعراض كيف نميّزهم عن اضطرابات التخاطب؟

طفل يتلقى علاج وتقييم في اضطرابات التخاطب والتوحد

فهم اعراض التوحد عند الاطفال أمرًا بالغ الأهمية لكل أسرة، خاصةً في المراحل الأولى من نمو الطفل، حيث يُمكن أن تختلط علامات التوحد مع أعراض اضطرابات التخاطب، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص والتدخل المناسب ويسبب القلق الكبير للاسرة في السنين المبكرة لنمو الطفل .  في هذا المقال، نساعدك على التمييز بين الحالتين من خلال تسليط الضوء على الأعراض الفارقة، وأسباب كل منهما، وأهمية التشخيص المبكر، مع شرح مفصل عن الفرق بين التوحد والتخاطب، بالإضافة إلى خطوات العلاج والتدخل المناسب لكل حالة.

ما هو التوحد عند الأطفال؟

التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على مهارات التواصل الاجتماعي والسلوكيات والقدرة على التعبير. يظهر عادة خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، ويُعد من الحالات المعروفة بطيف التوحد لتنوع شدته وأعراضه.

من المهم التمييز بين التأخر النمائي الطبيعي والتوحد، لذا نوضح فيما يلي أسبابه وعلاماته:

تعريف التوحد وأسبابه المحتملة

لا يوجد سبب واحد للتوحد، بل هو نتيجة تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية. قد تشمل الأسباب المحتملة وجود تاريخ عائلي للحالة، أو مشكلات أثناء الحمل والولادة، أو عوامل تتعلق بتطور الدماغ في مراحل مبكرة.

أهم علامات التوحد التي تظهر في المراحل المبكرة

تبدأ أعراض التوحد غالبًا قبل عمر 3 سنوات، وتشمل: ضعف التواصل البصري، التأخر في الكلام أو فقدان الكلمات المكتسبة، تجاهل مناداة اسمه، الميل للعزلة، التكرار في الحركات أو الكلمات، والانزعاج من التغييرات المفاجئة في الروتين.

أعراض طيف التوحد في عمر 3 سنوات

في عمر 3 سنوات، قد تظهر أعراض طيف التوحد بشكل أوضح، وتشمل صعوبة في التواصل اللفظي وغير اللفظي، مثل تأخر الكلام أو عدم استخدام الإيماءات للتعبير عن الرغبات. يُلاحظ أن الطفل قد لا يستجيب لاسمه، أو لا يظهر اهتمامًا بالتفاعل الاجتماعي، كعدم النظر في العين أو تجاهل وجود الآخرين. من الأعراض الشائعة أيضًا التكرار في السلوك، مثل تكرار نفس الحركة أو الاهتمام الشديد بأشياء معينة بشكل غير معتاد، كتحريك لعبة معينة بطريقة نمطية. كما قد يظهر الطفل حساسية مفرطة أو ضعف استجابة للمحفزات الحسية مثل الأصوات أو الأضواء. عدم تقليد الأفعال البسيطة أو عدم اللعب التخيلي (مثل إطعام دمية) من المؤشرات المهمة أيضًا. إذا لاحظ الوالدان هذه السلوكيات، فمن الأفضل استشارة أخصائي لتقييم الحالة بشكل مبكر.

أعراض التوحد في عمر 7 سنوات

في عمر 7 سنوات، تصبح أعراض طيف التوحد أكثر وضوحًا في سلوك الطفل وتفاعلاته الاجتماعية والأكاديمية. من أبرز العلامات في هذا العمر صعوبة في التفاعل الاجتماعي، مثل عدم القدرة على تكوين صداقات، أو تجاهل مشاعر الآخرين، أو التحدث بطريقة غير مناسبة للمواقف الاجتماعية. قد يلاحظ الأهل والمعلمون وجود لغة جسد محدودة، وتواصل بصري ضعيف، أو استخدام نبرة صوت غريبة. يظهر أيضًا تكرار في السلوكيات والاهتمامات، مثل التعلق الشديد بموضوع معين أو ترتيب الأشياء بطريقة نمطية. في البيئة الدراسية، قد يواجه الطفل صعوبات في فهم التعليمات أو الانتباه لفترات طويلة، رغم أن مستواه الذهني قد يكون طبيعيًا. كما قد تكون لديه حساسية مفرطة تجاه الأصوات أو الروائح أو اللمس. التشخيص في هذا العمر يتيح بدء تدخل متخصص لتحسين المهارات الاجتماعية والتواصلية.

الفرق بين التوحد واضطرابات التخاطب

في كثير من الاحيان يخلط  الأهل بين التوحد واضطرابات التخاطب، لأن كلاهما يرتبطان بصعوبات في التواصل. لكن الفارق الجوهري بين الحالتين يكمن في طبيعة السبب وطرق التفاعل الاجتماعي، فبينما يؤثر التوحد على التواصل والسلوك معًا، فإن اضطرابات التخاطب تركز على جانب النطق والكلام تحديدًا.

ما هو التخاطب؟ ومتى يحتاج الطفل إلى أخصائي؟

التخاطب هو علم يهتم بتشخيص وعلاج مشكلات النطق، واللغة، والصوت، والتواصل. يحتاج الطفل إلى أخصائي تخاطب إذا لاحظ الأهل تأخرًا في نطق الكلمات مقارنة بأقرانه، أو صعوبة في فهمه، أو ارتباكًا في تكوين الجمل. تظهر الحاجة أيضًا إذا كان الطفل يعاني من تلعثم أو مشكلات في إخراج الأصوات بطريقة صحيحة.

انفوجراف عن اعراض التخاطب التي تستدعي وجود اخصائي

التداخل بين تأخر الكلام والتوحد: كيف نفرّق؟

رغم أن الأطفال المتأخرين في الكلام قد يشبهون أطفال التوحد من حيث الصمت أو ضعف التفاعل، إلا أن الطفل المصاب باضطراب تخاطب يتفاعل اجتماعيًا، يفهم الإشارات، وينظر في العين، لكنه يعجز عن التعبير. أما طفل التوحد فعادة ما يكون لديه قصور في التفاعل الاجتماعي والانتباه المشترك، بالإضافة إلى سلوكيات نمطية. التقييم من قبل فريق متخصص هو السبيل الأفضل للتفريق الدقيق.

اعراض التوحد عند الاطفال

تظهر علامات التوحد عند الاطفال عادة قبل سن الثالثة، وقد تختلف حدّتها من طفل لآخر، لكنها تتمحور حول ثلاث مجالات رئيسية: التواصل، التفاعل الاجتماعي، والسلوكيات النمطية. فيما يلي أهم الأعراض المفصّلة:

1. ضعف التواصل البصري

أحد أبرز علامات التوحد هو غياب أو ضعف التواصل البصري. فالطفل لا ينظر في عين من يتحدث معه، أو يتجنّب النظر إلى الوجوه حتى أثناء اللعب. هذا قد يجعل من الصعب على الوالدين الشعور بأن الطفل يستجيب لهم بشكل طبيعي.

2. التأخر في الكلام أو عدمه

يتأخر الطفل المصاب بالتوحد عادة في تطوير اللغة، وقد لا يبدأ في نطق كلمات مفهومة حتى سن متقدمة، أو لا يستخدم الكلام على الإطلاق. بعض الأطفال يفقدون كلمات كانوا يقولونها سابقًا، ما يُعرف بـ”فقدان اللغة المكتسبة”.

3. عدم الاستجابة للنداء بالاسم

من الأعراض الشائعة أن الطفل لا يستجيب عند مناداته، مما قد يثير شكوك الأهل بأنه لا يسمع، رغم أن الفحوصات السمعية تكون سليمة غالبًا. هذا العرض يرتبط بضعف الانتباه المشترك، وهو مهارة أساسية في التواصل.

4. صعوبة في فهم أو استخدام الإشارات غير اللفظية

يجد الطفل المصاب بالتوحد صعوبة في استخدام أو فهم لغة الجسد، مثل الإشارة إلى الأشياء، أو التلويح للوداع، أو فهم تعبيرات الوجه. هذه المهارات ضرورية للتفاعل الاجتماعي الطبيعي.

5. سلوكيات نمطية ومتكررة

يقوم الطفل بحركات متكررة مثل رفرفة اليدين، أو التدوير، أو القفز في مكانه، أو ترتيب الألعاب بطريقة غير وظيفية. هذه السلوكيات تُسمى “ستيمز” وهي وسيلة الطفل لتهدئة نفسه.

6. التعلق بروتين ثابت ومقاومة التغيير

يميل الطفل إلى التعلق بروتين يومي صارم، ويرفض التغييرات المفاجئة، مثل تغيير الطريق إلى الحضانة أو ترتيب الأثاث. هذه المقاومة قد تُسبب نوبات غضب شديدة إذا حدث تغيير غير متوقع.

7. ضعف التفاعل الاجتماعي والعاطفي

لا يُظهر الطفل نفس القدر من الاهتمام باللعب التفاعلي أو مشاركة المتعة مع الآخرين. فقد لا يُشارك في اللعب الجماعي، أو لا يبتسم استجابة لابتسامة الآخرين، ولا يُظهر رغبة في لفت الانتباه.

8. الاهتمامات المحدودة وغير العادية

يميل الطفل إلى التركيز على اهتمامات ضيقة، مثل مشاهدة أجزاء معينة من لعبة أو تدوير عجلات السيارات فقط. أو يُبدي هوسًا بموضوع معين مثل الأحرف أو الأرقام، ويعيده باستمرار في حديثه.

علامات التوحد عند الاطفال
اعراض التوحد عند الاطفال

أعراض اضطرابات التخاطب الشائعة

اضطرابات التخاطب تشمل مجموعة من الصعوبات التي تؤثر على قدرة الطفل على النطق أو التعبير أو فهم اللغة بشكل صحيح. من أبرز أعراضها: صعوبة نطق بعض الأصوات أو تبديل الحروف مثل قول “ت” بدلًا من “ك”، أو حذف المقاطع من الكلمات.
كما يظهر التأتأة أو التلعثم أثناء الحديث، خاصة تحت الضغط. الأطفال قد يعانون أيضًا من ضعف في تركيب الجمل أو استخدام مفردات محدودة، ما يعيق التواصل الفعال. بعض الأطفال يواجهون صعوبة في فهم التعليمات اللفظية أو الرد على الأسئلة. إذا استمرت هذه الأعراض، يُفضل استشارة أخصائي تخاطب لتحديد التشخيص المناسب.

انفوجراف عن اعراض اضطرابات التخاطب
اضطرابات التخاطب

كيف يتم تشخيص التوحد والتخاطب؟

عند وجود شكوك حول تأخر النطق أو سلوكيات غير معتادة لدى الطفل، يبدأ التشخيص عادةً بسلسلة من التقييمات الدقيقة، ويتعاون فيها فريق متعدد التخصصات لضمان دقة النتائج.

دور الأخصائي النفسي وأخصائي التخاطب في التشخيص

يقوم الأخصائي النفسي بتقييم الجوانب السلوكية والمعرفية لدى الطفل، مثل القدرة على التواصل الاجتماعي، مستوى الانتباه، ومهارات اللعب، مما يساعد في كشف اعراض التوحد عند الاطفال . أما أخصائي التخاطب فيركّز على القدرات اللغوية والنطق، ويحدد ما إذا كانت الصعوبات ناتجة عن اضطراب تخاطبي أم جزءًا من طيف التوحد.

أهم الاختبارات والمقاييس المستخدمة

تُستخدم أدوات قياس معتمدة مثل مقياس ADOS (ملاحظة سلوكيات التوحد)، ومقياس Vineland لتقييم المهارات التكيفية. في حالات اضطرابات التخاطب، يُجرى اختبار اللغة التعبيرية والاستقبالية، إضافة إلى اختبارات سمعية للتأكد من أن المشكلة ليست سمعية. يساعد الجمع بين هذه الأدوات في تقديم صورة واضحة وشاملة عن حالة الطفل.

متى يجب القلق وطلب المساعدة المهنية؟

إشارات تستدعي تقييمًا فوريًا

إذا بلغ الطفل عمر عامين ولم ينطق كلمات بسيطة أو لم يظهر تواصل بصري مع الآخرين، فهذا مؤشر يتطلب تقييمًا من مختص. من العلامات الأخرى: تجاهل النداء باسمه، ضعف التفاعل الاجتماعي، الاكتفاء باللعب الانعزالي، أو تكرار حركات معينة باستمرار مثل رفرفة اليدين. كما يجب القلق إذا لاحظ الأهل أن الطفل فقد مهارات كان قد اكتسبها سابقًا، مثل التحدث أو التفاعل. تأخر الطفل في النطق لا يعني دائمًا وجود اضطراب، لكن تراكم المؤشرات يستوجب تدخلًا فوريًا لتحديد السبب بدقة ووضع خطة علاجية مناسبة.

أهمية التشخيص المبكر للتدخل الفعّال

التشخيص المبكر يُعد من أهم العوامل التي تؤثر في نتائج العلاج على المدى الطويل. فعندما يُكتشف التوحد أو اضطرابات التخاطب قبل سن الثالثة، يكون الدماغ أكثر مرونة وقابلية للتعلم، مما يسهم في تطوير المهارات الاجتماعية واللغوية بشكل أفضل. كذلك، يمكن للأسرة التكيّف بشكل أسرع ودعم طفلهم بفعالية. إهمال التشخيص يؤدي إلى تفاقم الأعراض وتأثيرها السلبي على التحصيل الدراسي والعلاقات الاجتماعية مستقبلاً. لذلك، لا ينبغي تأجيل الخطوة، فكل شهر يُحدث فارقًا في قدرة الطفل على التحسن والتطور.

هل يمكن أن يجتمع التوحد مع اضطرابات التخاطب؟

نعم، يُمكن أن يُعاني بعض الأطفال من التوحد واضطرابات التخاطب في الوقت نفسه. فالكثير من أطفال التوحد يُظهرون تأخرًا في الكلام

الحالات المشتركة وكيفية التعامل معها

 وقد يُشخَّص بعض الاطفال باضطرابات لغوية كعسر النطق أو ضعف المهارات التعبيرية والاستقبالية. التعامل مع هذه الحالات يحتاج إلى خطة علاجية مزدوجة تشمل جلسات التخاطب لتطوير اللغة، وجلسات سلوكية لتحسين التفاعل الاجتماعي والمرونة المعرفية. التنسيق بين الأخصائي النفسي وأخصائي التخاطب ضروري لضمان تقديم الدعم المتكامل، وتحديد الأولويات في الجلسات، مما يُساعد الطفل على التقدم بشكل متوازن في مجالي السلوك واللغة.

خطوات التدخل العلاجي وخطط الدعم

العلاج السلوكي وتحفيز التواصل

العلاج السلوكي المعرفي (ABA) يُعد من أنجح الأساليب المستخدمة في تعديل سلوك الأطفال المصابين بالتوحد وتحسين مهاراتهم. يركز العلاج على تحليل السلوك وتقديم التعزيز الإيجابي لتشجيع الطفل على الاستجابات المرغوبة. كما يُستخدم لتقليل السلوكيات غير المرغوبة كالعناد أو الانعزال. بجانب ذلك، تهتم البرامج بتحفيز مهارات التواصل الاجتماعي، من خلال أنشطة تساعد الطفل على فهم الإشارات غير اللفظية، مثل تعابير الوجه ونبرة الصوت، ما يُحسن من قدرته على التفاعل مع من حوله.

جلسات التخاطب وبرامج التدخل المبكر

تُعتبر جلسات التخاطب جزءًا أساسيًا من خطة العلاج، خاصة في السنوات الأولى من عمر الطفل. يبدأ الأخصائي بتقييم شامل لمهارات النطق والفهم، ثم يضع برنامجًا فرديًا يشمل تمارين صوتية ولغوية مخصصة. تُستخدم تقنيات متعددة مثل الصور، الألعاب التعليمية، وبرامج الكمبيوتر لتحفيز الطفل. تدخل الأهل في الجلسات يُعزز فعالية العلاج. أما برامج التدخل المبكر فتشمل دمج الطفل في بيئة تعليمية داعمة، وتدريبه على المهارات اليومية، مما يساعد على تطوره اللغوي والاجتماعي بصورة شاملة ومتسارعة.

في النهاية، التمييز بين أعراض التوحد واضطرابات التخاطب أمر بالغ الأهمية لضمان التدخل المبكر والدقيق. إذ قد يتشابه العرض الخارجي لكلا الحالتين، لكن التشخيص الصحيح يساعد الأهل في توجيه الجهود نحو المسار العلاجي الأمثل. ومع تطور أدوات التقييم والوعي المتزايد لدى الأُسر، بات بالإمكان تحقيق نتائج إيجابية وتحسن كبير في مهارات الطفل سواء في التواصل أو السلوك. لا تتردد في طلب استشارة متخصصة عند الشك، فكل يوم مبكر في التدخل يُحدث فرقًا حقيقيًا في مستقبل طفلك.

    الاسم الكامل

    رقم الهاتف

    رسالتك

    مركز النمو والتواصل

    نقدم خدمات متخصصة في علاج اللغة والتخاطب وصعوبات التعلم للأطفال، باستخدام أساليب حديثة وفعالة في بيئة مريحة ومحفزة، سواء داخل المنزل أو في المركز. هدفنا هو أن نكون الخيار الأول للأسر الباحثة عن حلول مبتكرة لتعزيز تواصل وتعليم أطفالهم

    طفل يتلقى علاج للتخاطب
    Scroll to Top