الصوت حياة – مايو: الشهر العالمي للتوعية بصحة السمع والنطق

يُخصَّص شهر مايو من كل عام للاحتفال بالشهر العالمي للنطق واللغة والسمع، المعروف حاليًا باسم National Speech-Language-Hearing Month. ويهدف هذا الشهر إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية صحة السمع وقدرات التواصل، وتثقيف الأفراد حول اضطرابات النطق واللغة وطرق الوقاية منها.

بدأت هذه المبادرة عام 1927، حين أطلقت الجمعية الأمريكية للنطق والسمع (ASHA) أول حملة توعوية شاملة، لتتوسع لاحقًا وتصبح منصة سنوية تُعنى بالتثقيف، والدعوة إلى السياسات الداعمة، وتعزيز التكامل بين جهود الوقاية والتأهيل على المستوى العالمي.

وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، عانى ما يقارب 1.57 مليار شخص حول العالم من درجات مختلفة من ضعف السمع في عام 2019، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 2.5 مليار بحلول عام 2050. هذه الأرقام المقلقة، إلى جانب تزايد معدلات التلوث السمعي والشيخوخة السكانية، تؤكد الحاجة إلى تحركات فعالة تبدأ من الوعي وتنتهي بخطط صحية متكاملة.

لماذا أُعيدت تسمية الشهر في 2025؟

أعلنت ASHA رسميًا اعتماد الاسم الجديد “National Speech-Language-Hearing Month” ليعكس الشمولية والدور الريادي للأخصائيين العاملين في مجالات النطق، اللغة، والسمع. وتتمثل أهداف الحملة لهذا العام في:

• زيادة الوعي المجتمعي حول اضطرابات السمع والنطق وأهمية الكشف المبكر.

• توفير مواد تثقيفية مجانية للأخصائيين والأسر حول أساليب الوقاية والعلاج.

• دمج فحوصات التواصل والسمع في الرعاية الصحية الأولية.

• دعم السياسات الصحية بإدراج خدمات السمع والنطق ضمن التغطية الصحية الشاملة.

أرقام وحقائق:

• 20.3% من سكان العالم كانوا يعانون من فقدان سمع في عام 2019 بحسب دراسة منشورة في The Lancet.

• في الولايات المتحدة، قُدر أن 72.9 مليون شخص يعانون من ضعف في السمع، ما يعادل أكثر من 22% من السكان.

• اضطرابات النطق تؤثر على نحو 8% من الأطفال في سن ما قبل المدرسة، و5% من البالغين، مما يستدعي تدخلًا مبكرًا وبرامج تأهيل مستمرة.

كيف نقي أنفسنا؟ وكيف نكشف مبكرًا؟

أولاً: الوقاية

• تقليل التعرض للضوضاء التي تتجاوز 85 ديسيبل، خاصة في أماكن العمل والمناسبات الصاخبة، باستخدام معدات وقاية مناسبة.

• تنظيم حملات توعوية وورش عمل حول الاستماع الآمن، وخاصة عند استخدام الأجهزة الرقمية وسماعات الأذن.

ثانيًا: الكشف المبكر

• فحص شامل للسمع عند حديثي الولادة قبل مغادرتهم المستشفى.

• إدراج فحوصات النطق واللغة ضمن زيارات الرعاية الأولية للأطفال والبالغين على حد سواء.

أنشطة الشهر

تنظم ASHA مجموعة من الفعاليات خلال شهر مايو، تشمل حملات توعية رقمية وميدانية، مسابقات تفاعلية على وسائل التواصل، وندوات تعليمية افتراضية وميدانية. كما يتقاطع هذا الشهر مع فعاليات اليوم العالمي للسمع في 3 مارس، الذي تُشرف عليه منظمة الصحة العالمية، لتوحيد الجهود نحو دمج خدمات السمع في أنظمة الصحة الوطنية.

خلاصة القول:
يمثل شهر مايو فرصة عالمية لإعادة تسليط الضوء على قضايا التواصل وصحة السمع والنطق، في ظل تزايد التحديات الصحية والمجتمعية. وبتكاتف جهود الأفراد والمؤسسات، يمكننا تحقيق تقدم ملموس نحو التشخيص المبكر، وتقديم رعاية شاملة تُسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز حق الجميع في التواصل الإنساني.