فرط الحركة عند الاطفال وصعوبات التعلم: هل هناك علاقة بينهما؟
يوليو 10, 2025
يعاني الكثير الاهالي من فرط الحركة عند الاطفال وبالتالي من صعوبات في التركيز والحركة المفرطة داخل الفصول الدراسية مما يجعل من الصعب عليهم التحصيل الدراسي بشكل طبيعي. في هذه الحالة، يظهر سؤال شائع بين الأهل والمعلمين كلاهما : هل هناك علاقة بين فرط الحركة وصعوبات التعلم؟ وما الفرق بينهما؟ وهل تؤثر أحدهما في الأخرى؟ في هذا المقال نستعرض العلاقة بين اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) وصعوبات التعلم، مع توضيح الأعراض والتشخيص والعلاج المناسب لكل منهما.
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) هو حالة عصبية-سلوكية تصيب الأطفال وتستمر في بعض الحالات حتى مرحلة البلوغ. يتميز هذا الاضطراب بثلاثة محاور أساسية: فرط النشاط، قلة التركيز، والسلوك الاندفاعي. الطفل المصاب بـ ADHD قد يعاني من صعوبة في تنظيم تصرفاته، مما ينعكس سلبًا على أدائه الدراسي وسلوكياته الاجتماعية.
تشتت الانتباه adhd
أعراض فرط الحركة عند الاطفال
تشمل الأعراض الأساسية:
نشاط مفرط وحركة لا تهدأ، حيث لا يستطيع الطفل الجلوس في مكانه لفترة طويلة.
صعوبة في البقاء على مقعده داخل الصف أو أثناء تناول الطعام.
تشتت الانتباه بسهولة، وعدم القدرة على التركيز في مهمة واحدة لفترة كافية.
الاندفاع والتهور مثل مقاطعة الآخرين، أو التصرف دون تفكير، أو صعوبة في انتظار دوره.
اعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه
أسباب اضطراب فرط الحركة
تتنوع أسباب هذا الاضطراب بين العوامل الوراثية والبيئية:
عوامل وراثية وجينية، حيث تشير الدراسات إلى أن ADHD قد ينتقل بين أفراد العائلة.
اضطرابات في كيمياء الدماغ، خاصة نقص تنظيم مادة الدوبامين المسؤولة عن الانتباه والتحكم.
عوامل بيئية، كالتعرض للسموم أثناء الحمل أو الولادة المبكرة.
ما هي صعوبات التعلم؟
صعوبات التعلم هي اضطرابات تؤثر على قدرة الطفل على اكتساب واستخدام المهارات الأكاديمية الأساسية مثل القراءة، الكتابة، أو الحساب، رغم امتلاكه معدل ذكاء طبيعي أو فوق الطبيعي. لا ترتبط هذه الصعوبات بضعف في الذكاء، بل بطريقة معالجة الدماغ للمعلومات. يعاني الأطفال المصابون بصعوبات التعلم من فجوة واضحة بين مستوى تحصيلهم الدراسي وقدراتهم الفعلية، مما قد يؤدي إلى الإحباط أو الانسحاب الاجتماعي إن لم يتم التدخل مبكرًا.
أنواع صعوبات التعلم الشائعة
من أبرز أنواع صعوبات التعلم:
عسر القراءة (الديسلكسيا): صعوبة في فهم الحروف والكلمات وقراءتها بشكل صحيح.
عسر الحساب (الديسكالكيولا): صعوبة في فهم العمليات الحسابية والأرقام.
عسر الكتابة (الديسغرافيا): مشكلات في الكتابة اليدوية وتنسيق الأفكار على الورق.
صعوبات الانتباه والمعالجة: مثل بطء معالجة المعلومات أو تشتت الانتباه أثناء التعلم.
الفرق بين فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) وصعوبات التعلم
يؤثر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) على الانتباه والسلوك بشكل أساسي، بينما تؤثر صعوبات التعلم على المهارات الأكاديمية. ورغم اختلافهما، يمكن أن يُصاب الطفل بالحالتين معًا، مما يعقّد عملية التشخيص ويستلزم خطة علاج متعددة التخصصات.
هل هناك علاقة بين فرط الحركة وصعوبات التعلم؟
يتساءل كثير من الأهل عن العلاقة بين (ADHD) وصعوبة التعلم، خاصة حين يلاحظون تأخرًا أكاديميًا مصحوبًا بسلوك مفرط الحركة أو تشتت في الانتباه. تشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين الحالتين، حيث يُقدّر أن حوالي 30 إلى 50% من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة يعانون أيضًا من شكل من أشكال صعوبات التعلم مثل عسر القراءة أو عسر الحساب.
التداخل بين فرط الحركة وصعوبة التعلم
يُعد التداخل بين فرط الحركة وصعوبات التعلم من التحديات الكبرى في التشخيص والعلاج. فالسلوك الفوضوي، وعدم القدرة على التركيز لفترات طويلة، وكثرة الحركة، قد تجعل من الصعب على الطفل استيعاب الدروس أو متابعة التعليم بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى تأخر أكاديمي يفسَّر أحيانًا خطأ على أنه ناتج فقط عن قلة الاجتهاد أو الكسل.
وقد يؤدي التقييم الخاطئ من قبل المعلم أو حتى الأهل إلى إغفال أحد الاضطرابين، مما يُصعّب عملية العلاج ويؤثر سلبًا على الطفل نفسيًا وتربويًا. لذا، من الضروري إجراء تقييم دقيق من قبل مختصين في علم النفس التربوي والتخاطب لتحديد جميع الجوانب المؤثرة ووضع خطة علاجية شاملة تتعامل مع كل حالة على حدة.
تشخيص كل من فرط الحركة وصعوبة التعلم هو خطوة حاسمة لضمان توفير الدعم المناسب للطفل، وتفادي الوقوع في تشخيصات خاطئة قد تؤخر التدخل أو تعقّد العلاج. يختلف كل نوع من هذه الاضطرابات في أدوات التشخيص والجهات المختصة به، لذا يجب معرفة الفروق الدقيقة لضمان التشخيص الدقيق.
الفرق بين تشخيص فرط الحركة وصعوبات التعلم
يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة عادةً من خلال أخصائي نفسي أو طبيب أعصاب أطفال، باستخدام مقاييس سلوكية ومقابلات مع الأهل والمعلمين، بالإضافة إلى ملاحظة سلوك الطفل في بيئات مختلفة. يُركّز التشخيص على الأعراض مثل قلة التركيز، فرط النشاط، والاندفاع، ويشترط استمرار هذه الأعراض لمدة لا تقل عن 6 أشهر وتأثيرها على الأداء الأكاديمي والاجتماعي للطفل.
أما صعوبات التعلم فتتطلب اختبارات تربوية ونفسية دقيقة يجريها مختصون في التربية الخاصة أو أخصائي نفسي تربوي. وتشمل تقييمًا لمهارات الطفل في القراءة والكتابة والحساب والانتباه والمعالجة السمعية والبصرية، وغالبًا ما تُقارن نتائج الطفل بمستوى أقرانه في نفس العمر.
إن التشخيص المشترك للحالتين – أي وجود ADHD وصعوبات تعلم معًا – يساعد بشكل كبير على تصميم خطة علاج شاملة ومتكاملة تشمل الدعم النفسي، الأكاديمي، والسلوكي، مما يحسن فرص الطفل في النجاح والتكيف.
خطوات العلاج والتدخل
علاج فرط الحركة وصعوبات التعلم يتطلب خطة شاملة متعددة المحاور، يتم وضعها بعد التشخيص الدقيق وتشمل الجوانب السلوكية، التعليمية، والنفسية. الهدف الأساسي من هذه الخطة هو تمكين الطفل من تجاوز التحديات التي يواجهها في حياته اليومية والدراسية، مع الحفاظ على ثقته بنفسه واستقلاليته.
طرق علاج فرط الحركة الشهيرة
برامج تعديل السلوك لفرط الحركة
تُعد برامج تعديل السلوك من أنجح الطرق في التعامل مع ADHD، وتشمل تقنيات مثل:
تعزيز السلوك الإيجابي من خلال تقديم مكافآت مباشرة عند التزام الطفل بتعليمات معينة، ما يساعده على تكرار السلوك الجيد.
استخدام جداول زمنية وروتين ثابت لتنظيم اليوم الدراسي والمنزلي، ما يقلل من التشتت والارتباك.
تقنيات الاسترخاء وضبط النفس مثل التنفس العميق، أو اللعب الهادئ، أو تقنيات اليقظة الذهنية، تُستخدم لتهدئة الطفل وتدريبه على التحكم بردود أفعاله.
الدعم الأكاديمي لصعوبات التعلم
أما في حالة صعوبات التعلم، فإن الدعم الأكاديمي يجب أن يكون مخصصًا حسب نوع الصعوبة:
تعديل المناهج لتناسب احتياجات الطفل وقدرته، كاستخدام جمل أبسط أو تقديم المعلومات بصريًا.
التعليم الفردي أو الجماعي الخاص مع معلم متخصص يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في التحصيل الدراسي.
استخدام الوسائل البصرية والتكنولوجية مثل الصور، الفيديوهات، أو التطبيقات التعليمية، يعزز من الفهم ويساعد على تحسين الذاكرة والانتباه.
دمج هذه الاستراتيجيات يساعد على خلق بيئة تعليمية محفزة وآمنة، تُعزز قدرات الطفل وتساعده على التقدم الأكاديمي والسلوكي.
دور الأسرة والمدرسة في دعم طفل صعوبة التعلم
يلعب كل من الأسرة والمدرسة دورًا جوهريًا في دعم الطفل المصاب بفرط الحركة أو صعوبات التعلم، حيث أن بيئة الطفل اليومية تُعد العامل الأهم في تعزيز استجابته للعلاج وتحقيق التقدم. يبدأ الدعم الحقيقي من التنسيق المستمر مع الأخصائيين، سواء كانوا معالجين سلوكيين، أخصائيي تخاطب، أو اختصاصيي صعوبات التعلم، لضمان تنفيذ الاستراتيجيات العلاجية بشكل متسق في كل من المنزل والمدرسة.
من المهم جدًا تجنب اللوم أو المقارنة مع الآخرين، فهذه الممارسات تؤثر سلبًا على نفسية الطفل وتضعف ثقته بنفسه. بدلًا من ذلك، يجب تعزيز ثقته بنفسه من خلال تسليط الضوء على نقاط قوته، والاحتفال بالتحسن مهما كان بسيطًا، ومنحه مساحة ليشعر بالنجاح.
كذلك، تُعد البيئة المنظمة والهادئة عاملاً مساعدًا مهمًا؛ فالفوضى والضجيج يُمكن أن يزيدا من تشتت الانتباه. لذلك يُنصح بتنظيم أوقات النوم، الدراسة، واللعب، مع وضع روتين يومي واضح يساعد الطفل على التنبؤ بما سيحدث، مما يشعره بالأمان والاستقرار. التعاون بين المعلمين والأهل، ومشاركة الملاحظات والتطورات بانتظام، يُعد من أنجح أساليب الدعم المستمر للطفل في جميع مراحل نموه.
ختاما فان فرط الحركة وصعوبات التعلم هما حالتان مختلفتان لكن قد تتداخلان لدى كثير من الأطفال، مما يجعل الفهم الدقيق والتشخيص المبكر أمرًا حاسمًا لنجاح الخطة العلاجية والتعليمية. على الأسرة والمعلمين العمل يدًا بيد مع الأخصائيين لتقديم أفضل دعم ممكن للطفل، ومساعدته على اكتساب المهارات اللازمة للنجاح الأكاديمي والاجتماعي. التقبل والصبر والتدخل المهني أساس النجاح في التعامل مع هذه الحالات.
نقدم خدمات متخصصة في علاج اللغة والتخاطب وصعوبات التعلم للأطفال، باستخدام أساليب حديثة وفعالة في بيئة مريحة ومحفزة، سواء داخل المنزل أو في المركز. هدفنا هو أن نكون الخيار الأول للأسر الباحثة عن حلول مبتكرة لتعزيز تواصل وتعليم أطفالهم